Translate

الخميس، 24 يناير 2013

أني لا اشك كما أني لا اتشكك




هذا حديث يخرج من بين اليقين لليقين بلا شك وقد سمعنا
كثيراً ما أتي علي لسان الآخرين مثلما ورد علي لسان النظام الحاكم بان (ليس هناك أي ثورة يمكن أن تحدث في السودان منطلقة من الاسافير ) هذا الحديث في حد ذاته له عدة جوانب يراد بها هدف أخر نذكر منها علي سبيل المثال لا أكثر من ذ لك
الجانب الأول :-
هذا الحديث يملي علينا بأن الثورة تنطلق من الاسافير في قول يخرج عن نطاق الحقيقة الموضوعية وهي بان الثورة تنتج عن عملية تراكمية تحدث لدي الشارع العام (( الشعب )) بشكل واقعي وفعلي لنتاج مفارقات الحكم فيما يخص مصادرة الحريات وانتهاك حقوق الغير مع استفحال أزمة تداول السلطة وأزمة الارتقاء بالمجتمع اقتصادياً واجتماعيا مع زيادة الضغط النفسي والمادي التي يقع علي عاتق المواطن مما يخلق استعداد نفيسي لمقاومة النظام والإطاحة به عبر سلسلة من الصراعات والاحتكاكات اليومية بشكل عام أو بشكل متفرع بوتاير مختلفة صعوداً وهبوطاً في ديمومة غير منفصلة كل حلقة منها تخلق حلقتها التي تليها وذلك بمساعدة عوامل التحريض والتنظيم من خطاب سياسي وشعارات مرحلية تعبر عن ذاتها وكينونتها ومدى التصاقها الهاجس الوطني .
فهي حركة مجتمع بجميع فصائله ومكوناته الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والحزبية عبر شرائحه المتعددة , أي في ثوبها الفعل علي أرض الواقع حسب درجات التأثير وحدتها وتماسك قوتها
الجانب الثاني :-
جعل أحدى أدوات ثورة التي تنشد التغير مكان انطلاقها أي بأن الاسافير هي البيئة الفعلية لثورة بهدف تجريد الواقع الفعلي من مضمونه الحقيقي المتصاعد لتقليل من قدراتها وتشكيل وحدته وتجانس أهدافه ,وعصر الامر في مجموعة بهدف عزله كأنه نتاج ليس واقعي ولا يخدم الواقع .
فالاسافير أو المواقع الاسفيرية ما هي إلا مواقع تعمل علي زيادة الوعي السياسي ورفع وتيرة التحريض فهي مشابهة لواقع الكتابة علي الحائط التي استخدمت عبر الحركات النضالية في فترات الدكتاتوريات السابقة كما هي توفر فرصة لعملية النشر كما تساعد علي نشر فرص التحريض والتوعية
رغم أن المواقع هي في الفعل أداة تخدم شريحة محددة في مجملها الاجتماعي لكنها في حركة أتساع متواصل وفق حركات الدخول الخروج حسب تعدد المواقع الاجتماعية وقوة نشاطها
كما أن من امكانياتها وقلة المكون الرقابي عليها من قبل جاهز الدولة الأمني أي عامل الملحقة يكاد يكون شبه منعدم أو بسيط في شكله لذلك نجد توافد العناصر النظام وكذلك الأمنية علي تلك المواقع بهدف تغيير خط سير الموضوعات التى تتناول بهدف التوعية أو التعرية للنظام فتقوم بتشتيت المواضيع أو افتعال الصراعات التي تؤدي الي كسر فكرة الموضوع بما عرف بفتل البوست أو القيام بعملية الإغراق المتعارف عليها في المنتديات
الجانب الثالث :-
حصر فئات التغيير في فئة محدد لا تمثل الحجم الذي قد يشار اليه بالمزعج برؤية قتل الدافع المتنامي وحمل المعركة الاساسية بين اصابع أفراد محددين ليس لهم تأثير اجتماعي كبير وليس له الخطاب الذي بمكانه تحريض المجتمع ككل .
لذلك نقول ما هو المحيط الذي يؤثر به شخصاً ما إسفيرياً فمثال لذلك ما مقدر خطاب الذي يتناوله أو الروضة مثلاً أو معاوية عبيد مثلاً أو شخصي عادل البراري في كامل المحيط الاجتماعي عبر الاسافير نعم هو قليل وقد يكون شكلاً محدود لكن نرمي بالمثال ايضاً علي ما يقدم كتابة شعارات واعتراضات علي حائط شارع ما في حي ما , ألا يمثل الكثير لعدد المارة أن لم يؤثر لا تنزعج السلطة الحاكمة أو ألتنظيم من نتاج هذه الكتابة وتثير كل حفيظتها أن وجدت
بنفس القدر يؤثر أبو روضه أو معاوية في محيطه الاسفيري وسط مجموعته والقادمين لهذا الموقع كما أنه يثير انفعال السادة المرابطين في داخل المواقع من منظمين أو تلك العناصر الأمنية .
ذلك نجد هناك محاولات متواصلة لتشويه صورة أي ناشط ولصق كثير من الصفات والتهم في حقه .
نعم نحن ندرك إدراك تام بأن ثورة التغيير ستأتي من عبر الشارع بحماس متدفق وأن المواقع عمرها ليس ببديل عن الواقع لكن هي أداة مساعدة تستخدم بغرض التوعية والتحريض والتنظيم وتوسيع حلقات النشر في واقع يتم فيه العداء للصحافة التي تتناول حقيقة ما يحدث بهتك حقها العام في التداول النشر وعرض المواضيع ذات الصبغ التي تحمل لون المعارضة لما هو قائم أو لما هو قد أنتهك من حقوق وطرح الرؤى الصحيحة والموضوعية بلا تحيز إلا للشعب وتقدمه .


(من ضمن مدونة بالراكوبة )