Translate

الأربعاء، 30 أكتوبر 2013

هوس الحرب وحتمية النهاية - منتديات الراكوبة

هل هناك من كبش لتلك المحرقه




في الربع الاول من شهر يناير المنصرم وقع ميثاق الفجر الجديد في خطوة من الإجماع الوطني لخلق اجماع شامل حول قضايا المصرية التي نتج عنها تأزم الوضع السياسي الراهن وبناء أسس التغيير الممكنة تحت الإطار السلمي لعملية التغيير
قابلت الحكومة ذاك التوقيع لميثاق بانفعال شديد مما جعلها تتوعد المشاركين فيه بالحسم وقد وصفهم البشير يومها بالخونة كما أنه شدد علي عدم السماح لأي من تعامل مع المتمردين بممارسة العمل السياسي مستقبلاً . ولم يقف الامر عند هذا فقط فقد وجه والي ولاية الخرطوم ائمة المساجد بالتصدي للميثاق باعتباره " يهدف من ورائه الي طمس هوية الشعب السوداني فرض الفجور والمجاهرة بالمعصية " ولم يمضى الحال الي هذا فقط فقد تعداه الي خطوة كبيرة حيث نادى النائب الثاني لرئيس الجمهورية الحاج أدم الي محاسبة الموقعين علي الميثاق في حين قال دكتور نافع بأن الحكومة سوف تتخذ إجراءات رادعة . ولم تمضي ايام حتى قامت السلطات باعتقال خمسة من نشطاء سيأسين من الحزب الناصري الوحدوي كل من جمال إدريس و انتصار العقلي وثلاثة من الحزب الديمقراطي الوحدوي وهم عبد الرحيم عبد الله ومحمد زين العابدين وهشام المفتى لحظة وصولهم الخرطوم كما اعتقل عبد العزيز خالد رئيس المكتب التنفيذي للتحالف الوطني , وتواصلت الحملة من بعد ذلك باعتقال الكودة عند عودته,وكل هذا كردة فعل أولي تأكيداً لأقوالهم التي اطلقوها لحظة هجومهم علي الميثاق حتى تصير حقيقة علي الواقع ولتأكيد استمرار الوضع علي هذا النحو بدون تراجع عنه. لم يتوقف الامر عند هذا بعد فقد قام مجلس شئون الأحزاب باستيضاح الاحزاب عن موقفها من ميثاق الفجر الجديد كإشارة واضحة بان مجلس شئون الاحزاب كجزء لا يتجزءا من النظام الحاكم مثله مثل ائمة المساجد كما تم تسخير الاعلام التابع للتنظيم بممارسة هذا العداء بتقليل شان المعارضة . أن هذا الانفعال العالي والشد اللفظي الذي أرتفع الي اعلى سقف له لم يمارس من قبل حينما أقامت قوى الاجماع الوطني بمؤتمره الذي عرف بمؤتمر ( القضايا المصرية) باسمرا في الثالث والعشرون من يونيو من عام خمسة وتسعون يومها لم يقابله النظام الحاكم بهذا العنف والوعيد الذي لقاه الميثاق رغم أنه قد أقر في الفقره الثانية حول برامج وآليات تصعيد النضال لإسقاط النظام القائم التالي ( 1- مشروعية العمل المسلح الذي تقوم به فصائل التجمع الديمقراطي من أجل إسقاط النظام وفق الآليات التي تتفق عليها ) ولكن لم تهدى المعارضة فقامت في 26 سبتمبر 2009 مرة أخرى بعقد مؤتمر جوبا الذي نتج عنه (إعلان جوبا ) وكلا المؤتمرين قاما بتقديم نفس الطرح الذي ورد بالميثاق الفجر الجديد مع شي من الاخلاف في بعض البنود شكلاً او صياغة أو زيادة لكن الجوهر المضمون واحد لا يختلف كثيراً في حين ما ورد في وثيقة (البديل الديمقراطي ) كانت شاملة وواضحة المعالم والخيار حيث اشارت وثيقة البديل الديمقراطي الي التالي صراحة ( نحن قوى الإجماع الوطني إذ نؤكد حرصنا على التغيير السلمي الديمقراطي الذي يستلهم تقاليد شعبنا المجربة في مواجهة الدكتاتوريات ومن موقع المسؤولية الوطنية،) وهذا وفق مبادئ ووسائل بعيداً عن نطاق العمل المسلح الذي ركز عليه ميثاق الفجر الجديد مع الاخذ بالاعتبار فرضية قيام هذا الخيار الان في مناطق عدة من رقعة الوطن أي بمعني أن هذا الخيار غير مستحدث رغم تأكيد قوى الاجماع الوطني بعد ساعات متعدد أن الوثيقة بهدف المزيد من الحوار للوصول لخيار تجتمع عليه كل القوى المنادية بضرورة التغيير(كمشروع توحيدي ) مع تثبيت المبدى الاساسي للقوى الاجماع المحصور في تبيني تغيير سلمي ديمقراطي .
إذاً محتوى ميثاق الفجر الجديد ليس بجديد فقد تم تناوله وطرحه بعدة صورة تهدف في مجملها بخيارات إسقاط النظام كما اشرنا وفق شرعية العمل الحزبي المعارض ضمن ما اتاحه له نصوص دستور 2005 المعمول به . إذاً لماذا هذا الافعال الخطابي وتلك الهجمة الامنية أن كان ما طرح قد سبق وتم طرحه . لا اريد تأكيد حقيقة هي ملموسة علي أرض الواقع المعاش ولا وهي أن البلاد تمر بأزمة نتاج لفشل المتعاقب للحكومة في كل مناحي الحياة (السياسية , الاقتصادية ,والاجتماعية ) مما أودت الي انعزال النظام بسبب هذا الفشل وتفشي الفساد بجميع أنواعه , وظهور الفعل المقاوم لسياسات النظام بشكل واضح في عدة مجالات , فطلاب الجامعات يحتجون وبدخول في مواجهات عنيفة مع النظام , نقابات الاطباء تدخل في معارك متعدد مع النظام إتحاد المزارعين وكذلك بعض النقابات العمالية التي تنادي بحقوقها , ومن ضمنها رفع الحد الادنى للأجور , وحتى تلك المؤسسة العسكرية لم تسلم من هذه الاحتكاك مع النظام , شريك الحكم السيسي يتململ من جراء عدم صرف استحقاقات السلام في إقليم دارفور , ارتفاع الصراع في مناطق العمليات ودارفور وفشل الوصول لاتفاق نهائي مع حكومة الجنوب , لمجتمع الدولي ومنظمة الايقاد يضغطان بخوص الحرب في كردفان والنيل الازرق ورفض الحكومة الدخول في مباحثات مع قطاع الشمال , وإضافة ضايقه الغذاء في المناطق التي تدار فيها العمليات العسكرية , و تفاقم الازمة المعيشية والاقتصادية في كل المدن بلا تخصيص مدن بعينها رغم ان هناك تفاوت , وكل ذلك مع ارتفاع سقف العمل المعارض من التيارات السياسية عامة حزبية ومجتمع مدني . هذا هو الفتيل الذي يريد ان يشتعل لذلك نجد النظام في أتم الحرص علي الاستمرارية بالبقاء في الحكم وسط هذه الازمة المتمددة تحت أمل أن يحدث اختراق سياسي يعمل علي تحقيق اهدافه المرحلية هو هم البقاء تحت تكتيك تعظيم الاحداث والمعطيات السياسية ليمارس من خلالها نوعاً من الاستقطاب وسط الشارع السياسي وضرب اكبر الخصوم السياسيين له تحت مظلة من خلالها يمكن استقطاب الاخرين بالعامل الديني . فإذا تأملنا الخطاب السياسي للسلطة منذ تفاقم هذه الازمة وخاصة بعد عملية التوقيع علي الميثاق الاخير نجده خطاب عدائي وانفعالي كما اشرنا مستقلاً لتوجه الروحي الذي يتمتع به معظم الشارع السياسي , ولم نجد أي جانب للعملية نقد عام من النظام علي ذاك الميثاق يفنطه ويكشف ما به من عيوب وثغرات لكن كل ما جاء حوله حديث ليس برشيد وليس جاذب للتمعن من خلاله لذلك انقلب الخطاب العدائي الي هجمة علنية وبسرعة عالية لإحداث مفارقة يمكن من خلالها شل حركة المد السياسي الحاصل الان وترهيب الشارع كإشارة واضحة لرد الفعل الذي يمكن أن يحدث في حالة حدوث أي انفجار سياسي أي كخطوة تحذيرية تعمل علي فرملة المد السياسي مستقبلا , وذلك لوصول الازمة الي اقصى مدى لها مع سقوط كل فرص التي قد تحدث حلاً علي ارض الواقع مما يستدعي النظام بقيام بتدوير محرقة لتحدث فرقه وتعيد شي من التوازن المؤقت ,وذلك يرجع لتداعيات الواقع بشكل متسع يحفز بحدوث كل الخيارات التي تؤدي الي تغيير جذري لواقع القائم علي السلب والتعتيم والانتهاك والفساد .
19 فبراير 2013

الجمعة، 18 أكتوبر 2013

احتراق

احتراق :-

أني أخترقُ
فيِ  وحشة الليل
حين يتسكع
أتعثر في شوارع الضياع ألملم باقي ظلي واعدو
القمر يتمرجح من خلفي
بين ضحكات وغمز النجم الطروب
أنتِ تنبثقين يا ....
 ذات الصوت الحنون ثغراً أكثر طرباً وجنون
يضئ شوارع لم يحتويها سواي
ينكسف الليل بسكون
تقهقه خلفه الريح
تثور من خلفي وتكون
حزناً من لحاء الشجر يلفحني يدثرني بأوراق الشوق ..أكون
ليس بحجرِ المس .. هي تفاصيل أنا
أتعثر
أنهض وانتصب في كحل عيناك يا برق وسكون
تتيه مني كل أبجديات الحروف
كيف لا الريح تقهقه والليل سكون
أنا منشطر كمجنون كمن يريد الدفء وجذوة الشموس
اغرق في لذة وذهول
كل اخضراري الفصول
تخرج من مسامات الضلع اها
تسكب بين لظى شفتين ونفساً يدفعها محروق كبخور الشوقِ
ينثني في قواماً رشيق
سكت الخافق
حلقت فراشة الكون فارتشفت منها عبقاً ورحيق
اِنْذَهَلَ الليل وتوغل عند مسامات التعارف
بين ضجيج وإصرار الخلايا
حين يرشح شريان ويستقبل وريد
النفس متعب يخفض ويثور
فيخيم في صدق النهد الطروب
حلقت عصافير الوجود رحلة أبدية لا تعود
إلا حين تتنهد الكلمات وتعود عطشة من جديد
فني أوقدت بعض كل الشموع
كل جناحاً مدى بحفيفه فطار بين الخلوق
ارتسم بين هدير الصمت شعلة السكون
الليل أوغل يا أنتِ
يندفع الشوق في طرقاته الأبدية لغة تحاور النجوم
أجمل الفراشات تحلق نحو نجمة
أسراب تتدافع كذكور النحل من خلفها
ملائكة السماء تنزل ترتشف رحيق الدهشة
عبق الشوق الخجول 
الليل المجنون يركض خلف الأسوار
الريح تقهقه خلف النوافذ
البرد يحتضن الفصول
هاهي السحابات تمضي كي تمطر
نفسها يشهق ويثور
الدجي الأتي من كل النوافذ يشهد
الأوصال تسكنها المزامير
لغة الدم تعربد وحدها في شريان الوصول
قلباَ يطرق كطبول حوافر الخيل تشد أوتاره
يحمسه ريحاً مازال خلف النافذة يجول
ينبض كل الكون ثم ينبض ويعود ...
أيها القادمون من بحراً ونشيد
من وجه الصبح الجديد المعتق بالفرح
احتراقِ البخور
استوفوا الليل كي أقراء له نشيد الشوق
احرق عند قدميه بخور قميصاً من تلك الورود
بالذي فيك وفيني لا تمضي
ارتشف بواقي كاسي
أطلق صخبك لوجود
قبلاً يرتاح فيها الصمت
تنتشي كل تيجان الورود
هي عبق الكون اِنْذَهَالِ الفصول
عشقاً مخصب بكل الفنون
هي السحر مسحواً بضياء
حين دثرها زمناً يتخذ شكل التواصل
رسمت أجنحته فراشات النجوم
فمضت ترضع المساء شوقاً
كعنبر رائحته
معتق كحقائب القديمة
من صهيل الذكريات التي تسكن الزمن المقدس
من بديات الدهشة الأولى
حين كان الزمن  يجول يدفق ذهول الأمكنة
بالشوق تفتح
كل مسامات الضوء
كل أجنحة الترقب
كل خفايا الأسرار البعيدة
الضوء الذي يشق كبد المحبوب برمشاً لم يأتينا
ثم يحترق الشوق في العشق كبخور
كسلام حين تأتينا قُبَلكِ من كل الفصول القصية




17 أكتوبر 2013